مَا مَعْنَىً الْتَّطْوِيْرِ الْذَّاتِيِّ ؟
هُوَ أَنْ تُطَوِّرَ وَتَأَهَّلَ نَفْسَكَ عَقْلِيَّا وَنَفْسِيَّا وَرُوَحِيَّا لِتَعِيْشَ حَيَاةً أَفْضَلُ ... بِمَعْنَىً كَمَا أَنَّكَ تَقُوْمُ بِتَطْوِيرِ جَهَازُ الْحَاسِبُ الْآلِيُّ الْشَخْصِيْ بِبَرَامِجَ تَجْعَلْهُ ذِيْ قِيَمَةٍ عَالِيَةٍ وَاسْتَفَادَةٍ كَبِيْرَةً تَتَوَافَقُ مَعَ احْتِيَاجَاتِكْ كَذَلِكَ أَنْتَ لَابُدَّ لَكَ مِنْ بَرَامِجِ وَتِقْنِيَاتْ وَمَعْلُوْمَاتٍ تَجْعَلَكَ أَكْثَرَ تُوَافِقُ مَعَ الْحَيَاةِ وَمُتَطَلَّبَاتِهَا ، وَهَذِهِ الْبَرَامِجِ الْإِنْسَانِيَّةِ هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ عُلُوْمِ تُؤَهِّلُكَ لِتُصْبِحَ أَكْثَرَ إِدْرَاكَا لِنَفْسِكَ وَقُدْرَاتِكَ وَإِمَكَانِيَاتِكِ الَّتِيْ سَتَجْعَلُ الْحَيَاةِ بِالْنَّسْبَةِ لَكِ أَفْضَلُ وَأَجْمَلْ وَأَسْهَلُ .
مَا أَهَمِّيَّةُ الْتَّطْوِيْرِ الْذَّاتِيِّ ؟
يُسْاهْمُ فِيْ جَعَلَكَ أَكْثَرَ نَجَاحَا فِيْ حَيَاتِكَ وَأَكْثَرَ وَعِيَا بِمَا يَدُوْرُ حَوْلَكَ وبِقدَراتِكِ الَّتِيْ تُمَكِّنُكَ مِنْ الْعَيَّشَ فِيْ هَذِهِ الْحَيَاةِ بِشَكْلٍ وَاعِيْ وَنّاجِحُ وَمُتَوَافَقٌ فَالمُطُّوّرِ ذَاتِيّا يَكُوْنُ أَكْثَرَ سَعَادَةْ وَأَكْثَرُ تُوَافِقُ مَعَ صُعُوْبَاتٍ الْحَيَاةِ وَأَكْثَرُ قُدْرَةٍ عَلَىَ الْتَّوَّاصُلِ مَعَ الْنَّاسِ
وَاعْلَمْ أَنَّ عِلْمٍ الْنَّفْسِ أَثْبَتَ أَنَّ 70 % مِنْ تَصَرُّفَاتِ الْإِنْسَانِ تَكُوْنُ لَا إِرَادِيَةٌ وَلَا شُعُوْرِيَّةٌ وَجُزْءٌ كَبِيْرٌ مِنْ هَذِهِ الْتَّصَرُّفَاتِ يَكُوْنُ
مُبَنِّيا عَلَىَ أُسُسِ مُكْتَسَبَةِ مِنْ الْأَهْلِ أَوْ الْمُحِيْطِ أَوْ الْجِينَاتِ الْوُرَّاثِيَّةِ ، لَكِنْ عُلِمَ تَطَوّيرَ الذَّاتِ يَجْعَلِ هَذِهِ الْنِّسْبَةِ تَقُلْ حَتَّىَ تُصْبِحَ أَنْتَ مِنَ يُقَرِّرُ وَيَتَحَكَّمُ بِنَفْسِهِ وَبِتَصَرُّفَاتِهُ وَتَجْعَلُكَ تّمَّتِلَكّ شَخْصِيَّةٌ ذَاتِيَّةٌ تُقَرِّرُ بِهَا كَيْفَ تَعْيِشُ وَتَتَعَامَلْ وَتَنْجَحُ .
كَيْفَ أَطُوْرُ ذَاتِيْ ؟
يُتِمَّ ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ
أَوَّلَا : التَّعَرُّفِ عَلَىَ هَذَا الْعِلْمُ فَهُوَ عِلْمُ بِحَدِّ ذَاتِهِ وَذَلِكَ مِنْ خِلَالْ قِرَاءَةْ الْكُتُبِ الْمُتَخَصِّصَةِ فِيْ تَطْوِيْرِ الْقُدُرَاتِ الْعَقْلِيَّةِ وَالذَّاكِرَةْ وَالْنَّفْسُ الْبَشَرِيَّةِ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَىَ مُحَاضَرَاتِ الْمُتَخَصِّصِيْنَ فِيْ هَذَا الْمَجَالِ مِثْلَ دَ. إِبْرَاهِيْمَ الْفَقِيْ وَهُوَ مُدَرَّبٌ عَالَمِيَ فِيْ الْبَرْمَجَةِ اللُّغَوِيَّةَ الْعَصَبِيَّةٍ وَ دَ. صَلَاحٌ الْرَّاشِدُ وَ دَ.طَارِقِ السُّوَيْدَانُ إِلَخْ.. أَوْ الالْتِحَاقَ بِدَوْرَاتِ الْتَّنْمِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ هَذَا الْعِلْمَ الْرَّائِدُ عِلْمٍ هَنْدَسَةِ الْنَفَسِ الْبَشَرِيَّةِ ..
ثَانِيَا : الْثَّقَافَةُ الْعَامَّةُ وَتَّعَزِيزُهَا بِشَكْلٍ يَوْمِيٍّ وَمُبَرْمَجْ وَقِرَاءَةُ كُلِّ مَا هُوَ مُفِيْدٌ فِيْ كَافَّةِ الْعُلُومِ لِلْحُصُوْلِ عَلَىَ ذُخْرَ ثَقَافِيٌّ وَأَدَبِيُّ وَاسِعٌ وَمُتَعَدِّدُ وَمَنْ الْمُهِمْ أَيْضا قِرَاءَةِ قِصَصٌ الْنَّاجِحِينَ وَالْفَلَاسِفَةِ وَ الْعَبَاقِرَةِ وَالاسْتِفَادَةِ مِنْ تَجَارِبَهُمْ وَخَبْرَاتِهِمْ .
أَخِيِرَا يَجِبُ أَنْ نَعْلَمُ بِأَنَّ الْتَّغْيِيْرَ الْعَامِ لسُلُوَكُنا وُطْبَاعِنّا وَقُدُرَاتِنَا كَافَّةً ، هَذَا الْتَّغْيِيْرُ يَبْدَأُ مِنَ الْدَّاخِلِ ..وَيَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ بِأَنَّ تَطَوّيرَ الذَّاتِ ابْتِدَاءِ مِنْ الْفَرْدِ يُؤَدِّيَ فِيْ الْنِّهَايَةِ إِلَىَ تَطَوّيرَ الْمُجْتَمَعِ كَافَّةً .